السبت، 7 مارس 2009

استغمايه

اســــــتــــــغــــــــمـــــــــايه






حيث لم يكن على الأرض بشر


‏كانت ‏الفضائل والرذائل , تطوف العالم معاً



‏وتشعر بالملل الشديد



‏ذات يوم وكحل لمشكلة الملل المستعصية



‏اقترح ‏الإبداع ‏لعبة ( أسماها الأستغماية )



‏أحب الجميع ‏الفكرة



والكل بدأ يصرخ : ‏أريد أنا أن أبدأ .. أريد أنا ‏أن أبدأ



‏الجنون قال :- أنا من سيغمض عينيه ويبدأ العد



‏وأنتم ‏عليكم مباشرة الاختفاء



‏ثم أنه اتكأ بمرفقيه على شجرة وبدأ



‏واحد , اثنين , ثلاثة



‏وبدأت الفضائل والرذائل ‏بالاختباء



‏وجدت ‏الرقة ‏مكاناً لنفسها فوق ‏القمر



‏وأخفت ‏الخيانة ‏نفسها في كومة زبالة



‏دلف ‏الولع ‏بين الغيوم



‏ومضى ‏الشوق ‏إلى باطن الأرض



‏الكذب ‏قال بصوت عالٍ :- سأخفي نفسي تحت الحجارة

ثم ‏توجه لقعر البحيرة

‏واستمر ‏الجنون :- ‏تسعة وسبعون , ‏ثمانون , واحد ‏وثمانون

‏خلال ذلك

‏أتمت كل الفضائل والرذائل ‏تخفيها

‏ماعدا ‏الحب

‏كعادته لم يكن ‏صاحب قرار وبالتالي لم يقرر ‏أين يختفي



‏وهذا غير مفاجئ ‏لأحد , فنحن نعلم كم هو صعب ‏إخفاء الحب



‏تابع ‏الجنون :- ‏خمسة وتسعون , ستة وتسعون , سبعة وتسعون



‏وعندما ‏وصل ‏الجنون ‏في تعداده إلى :- المائة



‏قفز ‏الحب ‏وسط أجمة من الورد واختفى بداخلها



‏فتح ‏الجنون ‏عينيه ‏وبدأ البحث صائحاً :- أنا آتٍ ‏إليكم , ‏أنا آتٍ إليكم



‏كان ‏الكسل ‏أول من ‏أنكشف لأنه لم يبذل أي جهد في ‏إخفاء نفسه



‏ثم ظهرت ‏الرقة ‏المختفية في القمر



‏وبعدها خرج ‏الكذب ‏من قاع البحيرة مقطوع النفس



‏وأشار الجنون على ‏الشوق ‏إن يرجع من باطن الأرض



الجنون ‏وجدهم ‏جميعاً واحداً بعد الآخر



‏ماعدا ‏الحب



‏كاد يصاب بالإحباط واليأس في بحثه عن ‏الحب


واقترب الحسد من الجنون , ‏حين اقترب منه ‏الحسد همس في أذن الجنون



قال :- ‏الحب ‏مختفاً بين شجيرة الورد



التقط ‏الجنون ‏شوكة خشبية أشبه بالرمح وبدأ في ‏طعن شجيرة ‏الورد بشكل طائش



‏ولم يتوقف إلا عندما سمع صوت بكاء يمزق القلوب



‏ظهر ‏الحب من تحت شجيرة الورد ‏وهو يحجب عينيه بيديه والدم يقطر من ‏بين أصابعه



‏صاح ‏الجنون ‏نادماً :- يا إلهي ماذا فعلت بيك ؟


لقد أفقدتك بصرك

‏ماذا أفعل كي أصلح غلطتي بعد أن أفقدتك ‏البصر ؟



‏أجابه ‏الحب :- ‏لن تستطيع إعادة ‏النظر لي , لكن ‏لازال هناك ما تستطيع ‏فعله لأجلي

)كن دليلي(

‏وهذا ماحصل من يومها

يمضي ‏الحب ‏الأعمى و ‏يقوده ‏الجنون